
هدير ضحية الميكروباص الإقليمي تهز مشاعر المصريين
سودان كور | متابعات – مصر
في مشهد موجع حبس أنفاس المجتمع المصري، استيقظت القلوب صباح الجمعة على حادث دموي مروع، إثر اصطدام شاحنة ضخمة بحافلة “ميكروباص” كانت تقل مجموعة من الشابات العاملات في الزراعة، في طريقهن إلى مزرعة عنب بمنطقة الإقليم الصحراوي. بينهن كانت “هدير” — طالبة التمريض المكافحة، التي لم تعرف سوى الجد والاجتهاد والسعي للرزق الشريف.
هدير ضحية الميكروباص فتاة من نور ونقاء
هي “هدير”، واحدة من الضحايا اللواتي ودعن الحياة مبكرًا. طالبة في معهد تمريض، لم تكن تنتظر المصروف من أحد، بل كانت تسعى بكرامتها اليومية لكسب 130 جنيهًا فقط من عملها الشاق في “قطف العنب” تحت شمس الصيف القاسية.
كانت تحلم بأن تصبح ممرضة تخفف الألم عن المرضى، فقررت أن تعمل في الإجازة الصيفية لتدخر المال اللازم لمصاريف الدراسة المقبلة. وبينما اختارت فتيات أُخريات الراحة في يوم الجمعة، قالت هدير لأمها بكل حزم: “لا يا ماما.. لازم أشتغل النهاردة علشان ألحق أحوش قرش ينفعني لما الدراسة تبدأ.”
💔 نعم وحاضر يا ماما.. كانت آخر كلماتها
تصف والدتها المشهد باكية، فتقول:
> “كانت نوارة البيت.. ما كانتش تقول غير (نعم يا ماما.. حاضر يا ماما)، كانت سندي وعمري.. راحت في لحظة!”
أم هدير مثل آلاف الأمهات المصريات، علّقت آمالها على هذه الفتاة المكافحة، التي كانت رمزًا للحياء والاجتهاد، وتعيش بروح الستر والكفاح في مجتمع لا يرحم الفقير.
🚨 تفاصيل الحادث المروع
وقع الحادث على أحد الطرق الإقليمية الزراعية، حين انحرفت شاحنة نقل ثقيلة عن مسارها، لتصطدم وجهاً لوجه بحافلة ميكروباص تقل العاملات، فوقع الحادث الذي أودى بحياة عدد منهن على الفور، وخلّف عشرات الجرحى في حالة حرجة.
انتقلت فرق الإسعاف والمطافئ بسرعة إلى مكان الحادث، إلا أن ضراوة التصادم كانت قد حسمت مصير عدد من الفتيات الشابات، وبينهن هدير، التي لفظت أنفاسها الأخيرة وسط دموع زميلاتها وصدمة الجميع.
📢 غضب واسع ومطالب بالعدالة
ضجت منصات التواصل الاجتماعي بقصتها، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن غضبهم من تكرار هذه النوعية من الحوادث القاتلة، والتي لا تزال تحصد أرواح الفقراء والكادحين، بسبب الإهمال، والسرعة، وسوء الرقابة على الطرق.
كتب أحد المتابعين تعليقًا مؤلمًا:
> “هدير مش بس بنت مصرية راحِت.. دي صورة حية لكل بنت بتحاول تعيش بشرف في بلدنا.. عايزين قانون يحمي الناس دي، مش يموتهم في الطريق.”
🕯️ هل تتحول قصة هدير إلى “ناقوس إنذار”؟
في ظل تكرار مثل هذه الحوادث، باتت الحاجة إلى تحسين منظومة النقل ومراقبة الشاحنات الثقيلة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فالطريق لم يعد آمنًا، خصوصًا لفتيات يسعين للرزق، بينما لا تملك أسرهن ما يوفر لهن وسيلة نقل خاصة.
قصة هدير ليست استثناء، بل هي مجرد واحدة من آلاف القصص التي لا تجد من يرويها إلا بعد أن تتحول إلى مأساة. ولعل الإعلام والمنصات المجتمعية يسهمان الآن في كشف حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الكادحون في صمت.
“رحلت هدير.. لكن صوتها لا يزال يهمس في قلوبنا: حاضر يا ماما…”
رحم الله ضحايا الكفاح، وأسكنهم فسيح جناته.
📢 للمزيد من الأحداث تابعوا موقعكم SudanCore.com – حيث نبض الناس هو الخبر.