
خدمات أم درمان تحت الضغط .. إليك موقف استقرار الكهرباء والمياه بين التحديات والعودة التدريجية
أم درمان – الريف الشمالي والثورات | سودان كور نيوز
في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب الدائرة منذ أبريل 2023، شهدت مناطق الريف الشمالي وأجزاء من أحياء الثورة بأم درمان تراجعاً حاداً في خدمات البنية التحتية، خصوصاً الكهرباء والمياه، وذلك نتيجة للهجمات الجوية التي نفذتها قوات الدعم السريع باستخدام طائرات مسيرة على مقار الكهرباء.
هذه الهجمات، التي استهدفت البنية التحتية الحيوية، تسببت في تعطيل الشبكة الكهربائية وانقطاع شبه تام للكهرباء لعدة أيام، ما أدى بدوره إلى توقف محطات الضخ وتعطيل شبكة المياه، وأثّر سلباً على حياة آلاف المواطنين في هذه المناطق.
خدمات أم درمان تحت الضغط .. إليك موقف استقرار الكهرباء والمياه
🔧 الحكومة تتحرك: صيانة المقرات وبدء التعافي التدريجي
رغم التحديات الأمنية الكبيرة، بذلت الحكومة السودانية عبر فرق الطوارئ والدفاع المدني والكهرباء جهوداً مقدّرة في صيانة المواقع المتضررة. وقد بدأت الخدمات في العودة تدريجياً، حيث تم رصد تحسّن نسبي في إمداد الكهرباء في بعض الأحياء، خصوصاً داخل الريف الشمالي (مثل الجرافة و السروراب والشيخ الطيب، الكتياب، …الخ)، وأجزاء من والثورات.
إلا أن هذا التحسن لا يزال محدوداً؛ إذ تتوفر الكهرباء حالياً لنحو 6 ساعات فقط خلال اليوم في معظم المناطق، وغالباً ما تكون متقطعة وغير منتظمة، مما يضعف من قدرتها على تشغيل محطات المياه أو الأجهزة المنزلية الحيوية.
🚱 وضع المياه: تذبذب في الإمداد واستقرار نسبي في بعض النقاط
نتيجة انقطاع الكهرباء المتكرر، تأثرت محطات المياه العاملة في المنطقة، حيث لوحظ تذبذب في إمداد المياه في العديد من الأحياء. وتشهد مناطق مثل الريف الشمالي نقصاً حاداً في المياه خلال فترات المساء، بينما سُجل تحسن ملحوظ في بعض أجزاء الثورة، خاصة في المناطق القريبة من مصادر المياه الجوفية أو الخزانات التي يتم تعبئتها يدوياً.
ورغم هذا، لا تزال معاناة المواطنين مستمرة في توفير مياه الشرب، حيث يلجأ الكثيرون إلى شراء المياه من الباعة الجائلين بأسعار مرتفعة، أو نقلها عبر براميل من مناطق بعيدة.
خدمات أم درمان تحت الضغط .. إليك موقف استقرار الكهرباء والمياه
⚠️ تداعيات انقطاع الكهرباء: شلل في الحياة اليومية
تسببت هذه الأزمة في شلل شبه تام في الأنشطة الاقتصادية والخدمية، حيث توقفت أعمال بعض المحال التجارية التي تعتمد على الكهرباء، وتعطلت الثلاجات والمبردات في المنازل، مما أدى إلى فساد المواد الغذائية في ظل درجات الحرارة المرتفعة.
كما تعذر تشغيل أجهزة الاتصالات والإنترنت في عدد من المواقع، مما زاد من عزلة السكان عن المعلومات الضرورية والتواصل مع العالم الخارجي. وتضررت كذلك بعض العيادات والمرافق الصحية الخاصة، التي تعتمد بشكل مباشر على الإمداد الكهربائي لتشغيل الأجهزة الطبية.
🗣️ دعوات للسماح باستخدام الطاقة البديلة
وسط هذه الأزمة المتفاقمة، يطالب المواطنون والناشطون المحليون الحكومة بتسهيل استخدام الطاقة الشمسية كمصدر بديل للكهرباء، وإعفاء مستلزمات الطاقة البديلة من الجمارك والقيود، خاصة في المناطق الريفية التي يصعب الوصول إليها من خلال الشبكات الرسمية.
✍️ خاتمة
رغم أن الأوضاع لا تزال غير مستقرة، فإن التحسن التدريجي في بعض مناطق أم درمان الريف الشمالي والثورات يمنح بصيص أمل للمواطنين، الذين يترقبون تحسينات أكبر في الخدمة خلال الأسابيع القادمة. وتبقى صيانة واستقرار الكهرباء والمياه من أولويات الحكومة والمواطنين على حد سواء، في سبيل استعادة الحد الأدنى من الحياة الطبيعية وسط هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد.