
كلمة طفل سجنت رجلاً 43 عامًا… قصة أطول سجين بريء في أمريكا
في واقعة هزّت النظام القضائي الأمريكي، خرج المواطن الأمريكي “ريكي جاكسون” من زنزانته بعد أكثر من أربعة عقود قضاها ظلمًا خلف القضبان، إثر اتهام مبني فقط على شهادة طفل لم يتجاوز عمره آنذاك 12 عامًا.
🔹 بداية المأساة… تهمة بلا دليل
تعود القصة إلى عام 1975، عندما كان ريكي جاكسون شابًا يبلغ من العمر 18 عامًا، يعيش في حي متواضع في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو. وفي أحد الأيام، وقعت جريمة قتل داخل متجر محلي أثناء عملية سطو مسلح. ورغم غياب أي دليل مادي يربط ريكي بالجريمة — لا سلاح، لا بصمات، ولا شهود عيان — إلا أن الشرطة اعتمدت على شهادة صبي يُدعى “إدي فيرنون”، زعم أنه رأى ريكي يُطلق النار.
وبناءً على هذه الشهادة فقط، أُدين ريكي جاكسون، وصدر حكم بالإعدام ضده.
🔹 من زنزانة الموت إلى المؤبد
في ما يشبه الكابوس، انتقل ريكي من مقاعد الشباب إلى زنزانة الإعدام، قبل أن يتم تخفيف الحكم لاحقًا إلى السجن المؤبد. وعلى مدى 43 عامًا، تنقل بين السجون، بعيدًا عن عائلته وأحلامه وحياته، يعيش على أمل ضئيل أن يأتي يوم تثبت فيه براءته.
🔹 الحقيقة تظهر… بعد فوات الأوان
في عام 2011، وبعد أكثر من أربعة عقود، قرر الشاهد الرئيسي “إدي فيرنون” التحدث مجددًا. هذه المرة، تحت القسم، قال:
> “لقد كذبت. لم أرَ شيئًا. كنت خائفًا وقلت فقط ما أراده المحققون.”
تصريحه هذا قلب القضية رأسًا على عقب، لتبدأ إجراءات مراجعة الحكم مجددًا، وسط صدمة من المجتمع الحقوقي والإعلامي.
وفي نوفمبر من العام 2014، أعلنت المحكمة العليا في أوهايو رسميًا براءة ريكي جاكسون، بعد أن قضى 43 عامًا ظلمًا، ليُسجل بذلك كأطول سجين بريء في تاريخ الولايات المتحدة.
🔹 لحظة الحرية… ومرارة الفقد
خرج ريكي بعمر 59 عامًا، وسط دموع الصحفيين والحقوقيين، حاملاً أحلامًا معلقة، وماضٍ لا يمكن استعادته. وعند خروجه، قال:
> “كل يوم كنت أحلم بهذه اللحظة. كنت أعلم أنها ستأتي، فقط لم أكن أعلم متى.”
ورغم حصوله على تعويض مالي بملايين الدولارات، صرّح بأن لا شيء يمكن أن يُعوّض عمره الضائع، ولا والدته التي توفيت وهو داخل الزنزانة.
🔹 دروس من المأساة
قصة ريكي جاكسون ليست مجرد حادثة، بل هي جرس إنذار لخطورة الاعتماد على شهادات غير دقيقة، وضرورة إصلاح أنظمة العدالة لتكون أكثر دقة وإنصافًا، خاصة في قضايا الإعدام.
🔸 في الختام…
أن تُسجن وأنت بريء، أن تُحكم بالإعدام بناءً على شهادة طفل، أن تموت يوميًا خلف الجدران دون ذنب… هذه ليست فقط قصة ريكي، بل قصة كل من يعيش تحت وطأة أنظمة قضائية تحتاج لإصلاح.
#ريكي_جاكسون #قصة_واقعية #السجن_الظالم #عدالة_مغتصبة #أمريكا #حقوق_الإنسان #أخبار_من_العالم #براءة_بعد_43_عاما
ريكي جاكسون، قصة حقيقية، أطول سجين بريء، العدالة الأمريكية، المحكمة العليا، الظلم القضائي، شهادة كاذبة، أخبار دولية، حقوق الإنسان، السجن المؤبد، إعدام خاطئ، قضايا رأي عام، أخبار من أمريكا