عادوا إليه… فبكى الوطن في عينيه

عادوا إليه… فبكى الوطن في عينيه

 

السودان : في وطنٍ أنهكته الحرب وأعياه النزوح، وفي زاوية صغيرة من مدينةٍ باتت لا تشبه نفسها، وقف هو، صامدًا، لا يحمل سلاحًا، بل صبراً عتيقاً أثقلته الأيام. لم يغادر، لم يهرب، لم يُساوم. بقي في بيته، كما هو، رغم أن كل شيء من حوله تغيّر أو اندثر.

عادوا إليه… فبكى الوطن في عينيه

وفي لحظةٍ لا تشبه غيرها، عادوا… أصدقاؤه. أولئك الذين فرقهم صوت المدافع وأجبرهم الرصاص على الغياب، عادوا ليُفاجئوه، ليخبروه أن الصداقات الحقيقية لا تموت تحت ركام المدن. عادوا ليجدوه هناك، في ذات الزاوية، بجسده النحيل، ووجهه الشاحب، ولكن بروحه التي لم تنكسر.

 

لحظة اللقاء كانت تشبه مشاهد السينما، لكنها في الحقيقة كانت أصدق من كل التمثيل.

فور أن رآهم، اتسعت عيناه بالذهول، قبل أن تغمرهما دموع لم تخرج منذ شهور.

دموع صبرٍ طال، وحنينٍ اعتصر قلبه في كل ليلة، وذكرياتٍ لم يجرؤ على قتلها.

ضحك، لكنه كان يختنق، تحدث، لكنه كان يبكي، احتضنهم، وكأنّه يريد أن يتأكد أن ما يراه ليس حلماً.

 

لكن خلف هذا المشهد المؤثر، كانت هناك قصة أعمق من الفرحة…

كان هناك وزنٌ فقده، وجسدٌ أنهكه الانتظار، وملامحٌ حفرت فيها الحرب خطوطها القاسية.

لم يكن التغيير الذي طرأ عليه جسديًا فقط، بل كان كمن يحمل وطأة أمةٍ كاملة فوق كتفيه.

عادوا إليه… فبكى الوطن في عينيه

أصدقاء الحرب الذين عادوا، لم يعودوا فقط لرؤية صديق، بل عادوا ليشهدوا على ما تركوه خلفهم. عادوا ليصطدموا بحجم الألم الذي عاشه هو ومن مثله من الصامدين. فكل ما لم تقله نشرات الأخبار، نطقت به دموعه. وكل ما تجاهلته التقارير، قرأوه في عينيه.

عادوا إليه… فبكى الوطن في عينيه

هذا اللقاء، رغم جماله، كان كصفعة على وجه العالم.

كان تذكيراً بأن هناك من ينتظر، من يعاني بصمت، من لم يُترك له خيار سوى الصمود.

كان شهادة حية بأن الحرب لا تقتل بالجثث وحدها، بل تُميت الأرواح الباقية رويدًا رويدًا.

 

كم من صديق لم يحظَ بهذه اللحظة؟ كم من منزل عاد إليه أحدهم ليجده فارغاً إلا من الذكريات؟

كم من أم تنتظر، وكم من قلب لم ينسَ رغم فداحة النسيان؟

 

“عادوا إليه… فبكى الوطن في عينيه”

لأن السودان الوطن ليس خارطة، بل هو في ملامح أحبّتنا، في دموع اللقاء، في صمود من لم يغادر، وفي الرجاء أن تعود الحياة يومًا كما كانت.

#السودان، #الحرب_في_السودان، #العودة_إلى_الوطن، #لقاء_بعد_الغياب، #الصديق_الصامد، #فيديو_مؤثر، #لحظة_إنسانية، #الوطن_ينزف، #دموع_اللقاء، #السودان_اليوم، #نداء_للسلام، #قصص_من_الحرب، #الصداقة_لا_تموت، #معاناة_السودانيين، #صوت_السلام

 

Related Posts

عودة تجار سوق ليبيا

عودة تجار سوق ليبيا     شهد “سوق ليبيا” الشهير في العاصمة السودانية الخرطوم – وتحديدًا في منطقة أم درمان – مؤشرات تعافٍ تدريجية خلال الأيام الماضية، وسط حالة من…

حنان النيل.. صوت من الدامر يعانق وجدان السودان

حنان النيل.. صوت من الدامر يعانق وجدان السودان   الدامر – سودان كور نيوز   في وطن يُزهر بالفن رغم الجراح، تلمع أسماء تركت فينا أثراً لا يُمحى، وحنان صلاح…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أخبار منوعة

عودة تجار سوق ليبيا

  • يوليو 4, 2025

حنان النيل.. صوت من الدامر يعانق وجدان السودان

  • يوليو 4, 2025
حنان النيل.. صوت من الدامر يعانق وجدان السودان

بشريات لأهالي الخرطوم: انطلاق أعمال صيانة الكهرباء في شوارع الصحافة

  • يوليو 4, 2025
بشريات لأهالي الخرطوم: انطلاق أعمال صيانة الكهرباء في شوارع الصحافة

رسالة مائية تُنعش كسلا من عمق القاش

  • يوليو 4, 2025
رسالة مائية تُنعش كسلا من عمق القاش

شاهد بالصور: نظافة كبري الحلفايا وعودة الرحلات النيلية والجلسات العائلية

  • يوليو 4, 2025
شاهد بالصور: نظافة كبري الحلفايا وعودة الرحلات النيلية والجلسات العائلية

أصلة عملاقة تثير الرعب في نهر النيل… شاهد صورة الثعبان الذي تم اصطياده بجزيرة نقزو جنوب المتمة

  • يوليو 4, 2025
أصلة عملاقة تثير الرعب في نهر النيل… شاهد صورة الثعبان الذي تم اصطياده بجزيرة نقزو جنوب المتمة

بسالة شرطي مرور تنقذ سائق جرار من موت محقق وسط جبال العقبة

  • يوليو 4, 2025
بسالة شرطي مرور تنقذ سائق جرار من موت محقق وسط جبال العقبة

رسائل البحر… قبطان يحذر من صمتٍ يسبق العاصفة

  • يوليو 4, 2025
رسائل البحر… قبطان يحذر من صمتٍ يسبق العاصفة

هل فقدت سيارتك خلال الحرب في السودان؟ إليك قائمة كاملة بالأرقام والشواهد للتعرف عليها

  • يوليو 4, 2025
هل فقدت سيارتك خلال الحرب في السودان؟ إليك قائمة كاملة بالأرقام والشواهد للتعرف عليها

رصاصٌ ينتظر الجوعى في طوابير “الإنسانية”

  • يوليو 4, 2025
رصاصٌ ينتظر الجوعى في طوابير “الإنسانية”