
الداخلية تُفعّل حضورها الميداني من قلب العاصمة
ترأس وزير الداخلية السوداني الفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى علي، يوم السبت الموافق 5 يوليو 2025، اجتماع هيئة إدارة قوات الشرطة، حيث استعرض الاجتماع مجمل الأوضاع الأمنية والجنائية في البلاد، وخاصة في ولاية الخرطوم، في ظل تحديات الحرب والصراع الجاري.
وبحسب وكالة السودان للأنباء (سونا)، فقد تلقى الوزير تنويرًا شاملًا من الفريق شرطة حقوقي د. إبراهيم أحمد شمين، رئيس هيئة الشؤون الإدارية ومشرف ولاية الخرطوم، حول الأحوال الأمنية والجنائية الراهنة، والجهود التي تبذلها الشرطة في إطار ما تُعرف بـ”حرب الكرامة”. وقد تضمن التقرير عرضًا لتضحيات الشرطة الكبيرة، حيث قدّمت شهداء وجرحى في سبيل بسط الأمن والاستقرار.
كما استمع الوزير إلى تقرير تفصيلي من اللواء شرطة الطاهر عبدالحفيظ، رئيس هيئة تأمين المرافق والمنشآت العامة، حول خطة الانتشار الأمني بولاية الخرطوم، والتي تضمنت عددًا من الإجراءات الميدانية التي يجري تنفيذها على الأرض، إلى جانب الأدوار التي تقوم بها الإدارات المساندة لدعم شرطة الولاية.
من جانبه، قدّم اللواء شرطة عبدالكريم حمدو، مدير شرطة ولاية الخرطوم المكلف، استعراضًا للبرامج المتعددة التي تم تنفيذها بدعم مباشر من رئاسة قوات الشرطة، والتي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في جميع محليات العاصمة. وأكد أن تلك الجهود أسفرت عن نتائج ملموسة على مستوى الاستجابة الأمنية والانتشار في المواقع الحيوية.
وفي تعليقه على التقارير، أشاد وزير الداخلية بالجهود المبذولة من قبل منسوبي الشرطة في كافة الوحدات، مثنيًا على الخطط والبرامج التي تم استعراضها خلال الاجتماع، ومترحمًا على أرواح شهداء الشرطة الذين بذلوا أرواحهم من أجل الوطن والمواطن.
وأكد الوزير أن مباشرة وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة لمهامها من داخل ولاية الخرطوم، ساهم بشكل كبير في استعادة الاستقرار الأمني بالعاصمة، ورفع معنويات القوة العاملة، وتعزيز ثقة المواطنين في قدرة الشرطة على إدارة المشهد الأمني باحترافية رغم تعقيدات المرحلة.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة ستواصل دعمها الفني واللوجستي لقوات الشرطة، مع التركيز على التحديث والتطوير الميداني، ومتابعة تنفيذ الخطط الموضوعة، خاصة فيما يتعلق بحماية المرافق العامة وتأمين الأسواق والمناطق السكنية.
وتأتي هذه التحركات ضمن جهود وزارة الداخلية لتعزيز الوجود الأمني في العاصمة والمناطق الحساسة، واستكمال هيكلة أجهزة الشرطة بما يتوافق مع المتطلبات الميدانية لحالة الطوارئ التي تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب.
ويؤكد مراقبون أن هذا الاجتماع يحمل دلالات مهمة تتعلق بعودة النشاط الرسمي لوزارة الداخلية من داخل الخرطوم، بعد فترة من التنقلات نتيجة للأوضاع الأمنية، ما يعكس وجود تحولات تدريجية في السيطرة الأمنية، وقدرة مؤسسات الدولة على استعادة العمل المؤسسي في مواقعها الحيوية.