
ليلة السكاكين في “كيرياندنغو”.. و17 لاجئًا سودانيًا بين الجرحى
أفاد شهود عيان لقناة الحدث وعدد من الوسائط الإعلامية، بتعرض مخيم كيرياندنغو للاجئين السودانيين في دولة يوغندا لهجوم مباغت وعنيف باستخدام الأسلحة البيضاء، مما أسفر عن إصابة 17 لاجئًا سودانيًا بجروح متفاوتة، من بينهم أربعة في حالة حرجة، ما استدعى نقلهم إلى المراكز الصحية القريبة لتلقي العناية الطبية العاجلة.
ووفقًا لإفادة المكتب القيادي لمجتمع اللاجئين السودانيين في المخيم، فإن الهجوم نُفذ بشكل ممنهج من قبل مجموعة متفلتة من لاجئي دولة جنوب السودان، في حادثة تُعد من أخطر الاعتداءات التي تطال الجالية السودانية المقيمة في معسكرات اللجوء منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، والتي دفعت آلاف الأسر إلى الفرار نحو دول الجوار.
وأكد المكتب أن الهجوم وقع في ساعات المساء من يوم السبت، داخل أحد القطاعات السكنية بالمخيم الذي يقع شمال يوغندا، حيث تسللت المجموعة المعتدية إلى المنطقة المعروفة بكثافتها السكانية من اللاجئين السودانيين، وبدأت بمهاجمة الأفراد داخل مساكنهم بالسواطير والسكاكين والهراوات، ما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم قبل تدخل الشرطة المحلية.
وأوضح متحدث باسم مجتمع اللاجئين السودانيين، أن الهجوم ليس الأول من نوعه، بل سبقته تحرشات متكررة وتهديدات لفظية من بعض الأفراد المنتمين للمجتمع الجنوبي، دون اتخاذ إجراءات رادعة من قبل سلطات المخيم، ما أدى إلى تفاقم التوترات وتحولها إلى هجوم دموي مباغت.
وأشار البيان إلى أن من بين المصابين أطفالًا ونساءً، كما سُجلت حالات هلع ونزوح داخلي داخل المخيم، بعد فرار عدد من الأسر السودانية من قطاعاتهم السكنية خشية تجدد العنف، في ظل غياب التواجد الأمني الكافي لحمايتهم.
وبحسب مراقبين، فإن الحادثة تسلط الضوء على الهشاشة الأمنية داخل بعض معسكرات اللجوء في إفريقيا، خصوصًا في ظل التداخل الإثني والسياسي المعقد بين جنسيات مختلفة، تُجبرها ظروف الحرب والتهجير على التعايش في بيئة واحدة، دون ضمانات كافية لسلامتها.
وطالبت الجالية السودانية في يوغندا عبر ممثليها، من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، والحكومة اليوغندية، فتح تحقيق عاجل وشفاف في الحادثة، ومحاسبة المتورطين، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية اللاجئين السودانيين، لا سيما أن العديد منهم هم من الفئات الضعيفة كالأرامل والمرضى والأطفال.
كما ناشد المكتب القيادي المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بـ”عدم الصمت على هذه الانتهاكات التي تُهدد حياة لاجئين فارين من الحرب”، مؤكدًا أن تقاعس المجتمع الدولي في توفير الحماية داخل المخيمات قد يدفع كثيرين للهروب من جديد نحو المجهول.
من جهته، لم تصدر السلطات اليوغندية أو مفوضية اللاجئين حتى لحظة كتابة الخبر بيانًا رسميًا يوضح ملابسات الاعتداء أو الإجراءات المتخذة لاحتواء الموقف، إلا أن شهود عيان أكدوا وصول تعزيزات أمنية للمخيم بعد ساعات من وقوع الهجوم، وبدء عمليات تمشيط داخل بعض القطاعات لتحديد هوية المهاجمين واحتواء التصعيد.
يُذكر أن مخيم كيرياندنغو يستضيف آلاف اللاجئين من دول عدة، أبرزها السودان وجنوب السودان والكونغو، ويقع على بعد نحو 200 كيلومتر من العاصمة اليوغندية كمبالا، ويُعد من أكبر المخيمات في البلاد، ويعاني من اكتظاظ شديد ونقص في الخدمات الأساسية والأمنية، ما يجعله بيئة خصبة لوقوع مثل هذه الاشتباكات.
وفي الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون السودانيون أوضاعًا معيشية صعبة، تتفاقم مع مثل هذه الاعتداءات التي تُهدد حقهم الأساسي في الأمن، يبقى تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أمرًا حتميًا لحمايتهم وضمان سلامتهم، في ظل تجاهل متزايد لأزمة اللجوء السودانية إقليميًا ودوليًا.