
📖 رواية: ضنب الحصان في ظلام العاصفة
✍️ بقلم: الشابي
—
جاي من سوق السجانة، من عند مرطبات السلام…
لسه طالع من هناك بعد ما اتعشيت بي نصف كيلو باسطة وكباية حليب حجمها كبير شديد، كباية تملأ الروح قبل البطن.
أصلنا نحنا من صغرنا بنحب الباسطة، ومن يوم ما وعيت على الدنيا وأنا شايف أهلي بيكرموا الضيوف بالباسطة كأنها تمر المدينة.
كبرت… والتحقت بصفوف أنصار السنة.
ولقيتهم برضو بيحبوا الباسطة، ما في زول هناك ما بياكل باسطة، وده خلاني أطمئن إنو المسار سليم.
ويا سبحان الله، الواحد لمن يأكل وهو بيقول “بسم الله”، الأكل ذاته بيغير فيك…
يمنحك منعة، قوة، وتلقى الجسم مشدود كأنو مبني بالطوب الأحمر.
ما بتلقى أنصاري ضعيف البنية، إلا نادراً، لكن مع ذلك بنضعف الأحاديث الضعيفة، خاصة السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله.
أما سلاسلنا الفقرية، فـ”ما شاء الله، اللهم بارك”.
—
ضربت الباسطة وشربت الحليب، وخرجت متوجهًا صوب بيتنا في الحلة الجديدة.
الجو كان ساكن ساكن، لكن فجأة…
هبّت عاصفة ترابية، ومعاها غبار أسود ما شفت زيو في حياتي.
الدنيا ظلام دامس، حتى أعمدة الكهرباء اختفت من المشهد، وانقطعت الكهرباء.
الشارع بقى خطر…
صرت أمشي بذاكرة الطريق، ويديني الاثنين مفتوحات، عشان ما أخبط في حيط أو عمود.
الخطوة محسوبة، والريح بتصفر في وداني كأنها بتحذرني.
وفجأة…
يدي لمست حاجة لينة، يعني مش حيط، لكن مش بشر كمان.
وقفت، رجعت خطوة، خفت، لكن تقدمت تاني.
ولمســتها…
وقبل ما ألحق أستوعب الحاصل، بوووش… خبطة في وشي، زي لسعة برق!
شديت نفسي، فتحت عيوني، وإذا بي أكتشف أنو…
الخبطة جاتني من ضنب حصان!
آه يا الشابي…
في عز الظلام والعاصفة، كنت ماسك في حصان، وما عارف طبزتو وين بالضبط.
قصة، ولا في أفلام الرعب، لكن دي الحقيقة.
ما في إنارة، ما في نجمة، والريح كأنها بتضحك علي، وأنا ماسك خدي بعد ما الحصان طبّق فيني الخبطة.
—
أواصل إن شاء الله نشر المزيد من ذكرياتي…