
مشهد صادم في الحاج يوسف.. نقل جماعي لرفات مئات الجثث من جوار مدرسة
الخرطوم – سودان كور
في واقعة أثارت الكثير من التساؤلات والقلق بين المواطنين، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم أن المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل، مرتضى يعقوب، أشرف ميدانيًا على عملية نقل رفات عدد كبير من الجثث كانت مدفونة جوار مدرسة بلال الأساسية بحي البركة في منطقة الحاج يوسف، وذلك بعد اكتشاف غير مسبوق في الموقع.
وأوضحت الحكومة في بيان رسمي أن العملية أسفرت عن نقل رفات أكثر من 200 جثة، تم نبش 30 قبرًا منها حتى الآن وتحويلها إلى مقابر البنداري المعتمدة في ذات المنطقة، ضمن خطة منظمة لنقل المدافن من المواقع العشوائية إلى مقابر رسمية تحقق شروط الكرامة والاحترام الإنساني.
موقع غير مخصص للدفن منذ سنوات
وكشف مسؤولون محليون أن الموقع الذي تم فيه العثور على القبور ليس مخصصًا رسميًا للدفن، وأن الرفات تعود لفترات سابقة، حيث يُرجح أنها مدفونة منذ سنوات طويلة بشكل عشوائي وغير منظم، ما استدعى التدخل السريع بعد شكاوى سكان الحي المجاور والمدرسة المجاورة، بسبب الروائح الكريهة ومخاوف صحية متعلقة بالموقع.
وأشار المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل إلى أن السلطات قامت بإجراء تحقيق ميداني وتوثيق دقيق للموقع قبل الشروع في عمليات النبش والنقل، مؤكدًا أن العمل تم تحت إشراف فرق مختصة من وزارة الصحة وإدارة المقابر والأدلة الجنائية، وبحضور ممثلين من المجتمع المحلي.
احترام لحرمة الموتى ومعالجة لمشكلة مزمنة
وطمأنت حكومة الولاية سكان المنطقة بأن عمليات النقل تمت وفق إجراءات شرعية وقانونية وصحية، مع الالتزام الكامل باحترام حرمة الموتى، وأن الهدف من العملية هو معالجة ظاهرة الدفن العشوائي التي ظهرت في عدد من المناطق السكنية في شرق النيل، خاصة مع التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
وقالت الحكومة إن الرفات تم نقلها إلى مقابر البنداري الجديدة، وهي من أكبر المقابر المجهزة شرق الخرطوم، ما يضمن بيئة مناسبة ومراعية للمعايير الشرعية والصحية.
ردود فعل متباينة من المواطنين
وأثارت العملية ردود فعل متباينة وسط سكان المنطقة، حيث عبّر البعض عن ارتياحهم لإزالة القبور العشوائية التي كانت تشكل تهديدًا صحيًا ونفسيًا، بينما دعا آخرون إلى فتح تحقيق في كيفية السماح بالدفن في مواقع غير مخصصة، ومعرفة الجهات التي كانت تدير هذه العمليات في السابق.
وأشار ناشطون في الحاج يوسف إلى أن هذه الواقعة يجب أن تكون نقطة بداية لحصر كل المواقع العشوائية التي تُستخدم كمقابر غير قانونية، والعمل على تنظيمها منعًا لتكرار مثل هذه المشاهد المؤلمة مستقبلاً.
جهود لإعادة تنظيم المدينة
ويأتي هذا التحرك ضمن جهود أوسع تبذلها ولاية الخرطوم لتنظيم الأحياء السكنية، ومعالجة المخالفات المرتبطة بالمقابر والخدمات العامة والتخطيط العمراني، في ظل ظروف استثنائية فرضتها الحرب وانعكاساتها على العاصمة.
ومن المتوقع أن تصدر ولاية الخرطوم توجيهات إضافية في الأيام المقبلة لضمان إغلاق كافة مواقع الدفن غير المصرح بها في مختلف محليات الولاية، وتحديث سجلات المقابر ومتابعة الجهات المسؤولة عنها.