
المبلغ بسيط .. ولكنه فضح كل شيء !
القاهرة – سودان كور نيوز
أشعل منشور لفتاة سودانية تقيم في جمهورية مصر العربية مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن شاركت صورة لمبلغ بسيط ولكنه فضح كل شيء حيث يعادل 4 آلاف جنيه مصري، أي حوالي 216 ألف جنيه سوداني، معلقة عليه بقولها إن هذا المبلغ يكفيها لإيجار شقة مفروشة راقية في القاهرة لمدة شهر، تحتوي على ثلاث غرف وصالة ومطبخ وحمامين!
المبلغ بسيط : و المنشور الذي بدا بسيطًا في ظاهره :-
حمل في طياته انتقادًا لاذعًا لحالة الغلاء الجنوني في أسعار الإيجارات بالسودان، والتي ارتفعت بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023م بين الجيش والدعم السريع، مما أدى إلى نزوح ملايين السودانيين من مدنهم وقراهم.
المبلغ بسيط ولكن :
الفتاة التي لم تكشف عن اسمها في المنشور، عبّرت بأسى واضح عن الفرق الشاسع بين تكلفة المعيشة في مصر مقارنة بالسودان، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، متهمة السماسرة وأصحاب العقارات في السودان باستغلال أوضاع الناس القاسية ومضاعفة الأسعار دون رحمة أو رقابة.
💬 موجة تعاطف وغضب
المبلغ بسيط والمنشور لم يمر مرور الكرام، إذ انهالت التعليقات من متابعين سودانيين يعيشون في الداخل والخارج، وشارك الكثير منهم تجاربهم الخاصة مع السكن والإيجارات في السودان.
وكتب أحد المعلقين:
> “حرفيًا بندفع دم قلبنا في الإيجارات.. شقة مافيها مكيف ولا موية ثابتة بـ600 ألف جنيه في أطراف الولايات!”
وقالت أخرى:
> “أنا لاجئة في مصر من سنة، وأدفع أقل من ربع ما كنت أدفعه في الخرطوم، والحياة هنا أرحم. حسبي الله على الجشع!”
فيما تساءل آخرون عن دور الحكومة والسلطات المحلية في ضبط السوق العقاري، خصوصًا أن معظم النازحين حاليًا بلا مصدر دخل ثابت ويعتمدون على مساعدات ضئيلة من أقاربهم أو منظمات إغاثة.
🏘️ بين الغلاء السوداني والمعيشة المصرية
يُجمع مراقبون على أن سوق الإيجارات في السودان شهد حالة انفلات غير مسبوقة عقب الحرب، حيث زادت موجات النزوح الداخلي من الضغط على المناطق الآمنة، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الشقق المفروشة بنسبة تجاوزت 400% في بعض المناطق، دون ضوابط أو معايير.
وفي المقابل، تظل تكلفة المعيشة في مصر – أكثر استقرارًا نسبيًا، وتتيح للنازحين السودانيين فرصة الحصول على سكن لائق بتكلفة أقل، خصوصًا في المناطق الشعبية أو المدن البعيدة عن وسط العاصمة. وهنا رسالة شكر لدولة مصر من الشعب السوداني لوقفتهم مع الشعب السوداني مثل باقي الدول التي وقفت مع السودان.
🛑 استغلال لا يرحم
المنشور المتداول سلط الضوء أيضًا على حجم الاستغلال الذي يواجهه السودانيون داخل وطنهم، حيث وصف البعض سلوك ملاك العقارات بـ”الطفيلي” و”غير الإنساني”، خصوصًا أن الكثير من هؤلاء النازحين فقدوا منازلهم، وأقاربهم، وأعمالهم، ويبحثون فقط عن مأوى آمن.
وطالب ناشطون بإطلاق حملات توعوية وإعلامية للحد من استغلال الناس في الأزمات، كما دعوا لتدخل السلطات المحلية وفرض رقابة على تسعيرة الإيجارات، أسوة بما يحدث في دول مجاورة.
✍️ دعوات للإصلاح وبدائل محتملة
من جهة أخرى، قدم خبراء اقتصاديون مجموعة من التوصيات، أهمها:
وضع سقف للإيجارات المؤقتة خلال الأزمات والنزوح الجماعي.
إطلاق منصة إلكترونية حكومية لتوثيق وتقييم الشقق المفروشة.
تقديم حوافز لأصحاب العقارات الذين يلتزمون بتسعيرة عادلة.
إنشاء مجمعات سكنية مؤقتة للنازحين بدعم من منظمات دولية.
حتى ذلك الحين، تبقى الحقيقة المؤلمة التي عبر عنها المنشور: “أعيش أفضل خارج وطني، بمبلغ بسيط، بينما في بلدي، لا أستطيع حتى استئجار غرفة.”
إيجارات السودان، غلاء المعيشة في السودان، سماسرة العقارات في الخرطوم، الفرق بين المعيشة في مصر والسودان، أزمة النزوح في السودان، الشقق المفروشة السودان، نازحي السودان، الحرب في السودان، استغلال ملاك العقارات، منشورات سودانية متداولة، اللاجئون السودانيون في مصر، تكلفة الإيجار في مصر، الواقع الاقتصادي السوداني، سماسرة السودان.