
حكومة الأمل تُشعل التفاعل الشعبي.. الشارع السوداني يترقب تحولاً حقيقياً بعد خطاب كامل إدريس
سودان كور نيوز – بورتسودان
أثار الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس بشأن تشكيل حكومة الأمل، تفاعلاً واسعاً في الأوساط السودانية، حيث انقسمت آراء المواطنين بين متفائلين ببوادر التغيير، ومترقبين لكيفية تنفيذ هذه الرؤية الطموحة على أرض الواقع.
وكان إدريس قد كشف في خطابه عن هيكل حكومي يتألف من 22 وزارة، حدد فيه المهام والمسؤوليات بدقة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحمل بُعدًا استراتيجيًا غير مسبوق في تاريخ الحكومات المدنية بالسودان.
ارتياح شعبي مشوب بالحذر
في الشارع السوداني، بدا الارتياح واضحًا لدى شريحة واسعة من المواطنين، خصوصًا مع التركيز على وزارات تعتبر محورية في حياتهم اليومية، مثل الصحة والتعليم والموارد البشرية والطاقة والزراعة.
عبّر مواطنون في بورتسودان، عطبرة، القضارف، وكوستي عن أملهم في أن تمثل هذه الحكومة بداية حقيقية للانتقال نحو الاستقرار والتنمية، خصوصًا مع وعود بتفعيل هيئة النزاهة والشفافية ومجلس للتخطيط الاقتصادي طويل المدى.
لكن في الوقت ذاته، أبدى آخرون تشككهم من قدرة أي حكومة جديدة على تجاوز تحديات ما بعد الحرب، معتبرين أن تحقيق الأهداف الطموحة يتطلب أولاً الاستقرار الأمني الكامل، إعادة بناء الدولة، ومحاسبة الفساد السابق.
منصات التواصل تشتعل بالتحليلات والتفاعل
وقد عجّت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بتحليلات وآراء حول خريطة الطريق الجديدة التي طرحها إدريس.
وأطلق ناشطون وسماً بعنوان #حكومة_الأمل احتل مراتب متقدمة في السودان، حيث شارك فيه إعلاميون وأكاديميون ومواطنون عبروا عن دعمهم للفكرة، مطالبين بضرورة تمثيل حقيقي للشباب والمرأة في تنفيذ هذه الرؤية.
في حين حذر آخرون من “رفع سقف التوقعات” دون ضمانات حقيقية، مطالبين بجدول زمني واضح لكل وزارة وتحديد معايير للمتابعة والمحاسبة.
مراقبون: الخطاب حمل رؤية متكاملة لأول مرة
ويرى محللون سياسيون أن خطاب إدريس هذه المرة يختلف عما اعتاده السودانيون من خطابات حكومية تقليدية، مؤكدين أن الطرح كان علميًا ومنهجيًا ويعكس خلفية إدريس الأكاديمية والدولية، خصوصًا في القضايا المتعلقة بالحكم الرشيد والتنمية المستدامة والذكاء الاصطناعي.
اراء البعض :
> “لأول مرة نرى خطاباً حكومياً يضع الإنسان السوداني في قلب عملية التنمية، مع إعطاء أولوية واضحة لقضايا الزراعة والطاقة المتجددة والاستثمار، وهي محاور أساسية للنهوض بعد الحرب”.
مستقبل غامض.. ولكن هناك بصيص أمل
في ظل الأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد، لا يزال مستقبل الحكومة المرتقبة غامضاً، لكن بوادر الأمل بدأت تنمو في قلوب كثير من السودانيين، لا سيما من فئات الشباب والمهنيين، الذين عبروا عن استعدادهم للمشاركة في إعادة بناء وطنهم.
هل تنجح حكومة الأمل في تجاوز المراحل الانتقالية المعقدة؟
هل ستُمنح الفرصة الكاملة قبل أن تُحاكم على أدائها؟
أسئلة كثيرة تطرحها الشوارع السودانية اليوم، لكن المؤكد أن الخطاب الأخير كان كفيلاً بتحريك المياه الراكدة، وإعادة إشعال شعلة الترقب وسط أمة أنهكتها الحرب، ولكنها لا تزال تحلم بغدٍ أفضل.