حادث سير لي عدد من الباصات السفرية..
شهد طريق سواكن – بورتسودان شرقي السودان، صباح اليوم السبت، حادث سير مروّع نتيجة عاصفة ترابية كثيفة اجتاحت ولاية البحر الأحمر، ما أدى إلى تصادم عدد من الباصات السفرية التي كانت تقل ركابًا من وإلى مدينة بورتسودان.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان تحدثوا لوسائل إعلام سودانية، فقد وقع الحادث في منطقة قريبة من الميناء الجنوبي، حيث تسببت الرياح المحمّلة بالأتربة وانعدام الرؤية الأفقية في اختلال توازن المركبات على الطريق السريع، مما أدى إلى تصادم مباشر بين باصين سفرِيّين على الأقل، وسط أنباء أولية عن وقوع إصابات متفاوتة بين الركاب، دون تسجيل حالات وفاة حتى الآن.
وتشهد ولاية البحر الأحمر من حين إلى آخر تقلبات جوية حادة، أبرزها العواصف الرملية المعروفة محليًا بـ”الهبوب”، والتي تتسبب في تقليص الرؤية إلى أقل من 100 متر، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على المركبات الثقيلة والسريعة التي تستخدم الطرق السريعة بين المدن الساحلية.
وقد سارعت فرق الإنقاذ والإسعاف التابعة للشرطة السودانية والدفاع المدني إلى موقع الحادث، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى بورتسودان التعليمي لتلقي العلاج، فيما باشرت السلطات المختصة فتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب الحادث والجهات المسؤولة عن تقصير محتمل في إجراءات السلامة.
ووفقًا لمصدر في شرطة المرور بالولاية، فإن السرعة الزائدة وعدم التوقف الفوري عند انعدام الرؤية كانا من بين العوامل التي ساهمت في تفاقم الحادث، إلى جانب عدم وجود تنبيهات كافية أو لوحات تحذيرية على امتداد الطريق في تلك اللحظة.
وفي السياق، أطلقت هيئة الأرصاد الجوية السودانية تحذيرًا لسائقي المركبات على الطرق القومية في ولايتي البحر الأحمر وكسلا، مطالبةً باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال الـ48 ساعة القادمة، حيث من المتوقع أن تستمر العواصف الترابية بسبب تغيرات في اتجاه الرياح القادمة من مناطق الضغط المنخفض شرقي البلاد.
من جهته، عبّر عدد من الركاب الناجين عن استيائهم من ضعف إجراءات السلامة على الطرق الحيوية، مشيرين إلى أن الباصات السفرية تفتقر في الغالب إلى أجهزة استشعار جوية أو أجهزة تحديد مواقع دقيقة، ما يجعل السائقين عرضة للمفاجآت الجوية، خاصة في الطرق المفتوحة والسريعة.
ويُعد طريق سواكن – بورتسودان من أكثر الطرق استخدامًا في شرق السودان، نظرًا لكونه يربط بين الميناء الرئيسي للبلاد وعدد من المدن الداخلية، ويستخدمه المسافرون يوميًا، خاصة في موسم العمرة وحركة الشحن التجاري بين السودان والسعودية عبر ميناء سواكن.
الحادث يعيد إلى الواجهة أهمية تطوير البنية التحتية للطرق السودانية، وتوفير وسائل تحذير مبكر وحواجز ذكية تقلل من حوادث التصادم الجماعي، خصوصًا في المناطق المعرضة للظروف المناخية المتغيرة، مثل ولايات الشرق.
وتعمل سلطات الولاية الآن على مسح شامل للطريق وإزالة آثار الحادث، فيما ناشدت إدارة المرور جميع السائقين بتجنّب السفر في أوقات العواصف، والتوقف فورًا في حال انخفاض الرؤية إلى أقل من 500 متر، حرصًا على أرواحهم وأرواح الآخرين.
في انتظار نتائج التحقيق، تتواصل المناشدات الشعبية والمجتمعية بضرورة إعادة تقييم طرق السفر البرية بالسودان من حيث السلامة والإجراءات التنظيمية، خاصة مع تزايد الحوادث في السنوات الأخيرة، والتي تُنسب في الغالب إلى الطقس، ورداءة الطرق، والسرعة الزائدة.