
بين الرجوع والتراجع.. أسعار المواصلات في الخرطوم ترسم ملامح جديدة
تشهد أسعار المواصلات داخل ولاية الخرطوم تغيرات ملحوظة خلال الأيام الأخيرة، خاصة بعد بدء عودة تدريجية للأهالي إلى منازلهم وأعمالهم في العاصمة، إثر الهدوء النسبي الذي شهدته بعض الأحياء عقب شهور من الحرب والاشتباكات التي عصفت بالبنية التحتية والخدمية في المدينة.
وفي ظل هذا الواقع الجديد، تم رصد قائمة محدثة لتعرفة النقل الداخلي في عدد من الخطوط المهمة داخل الخرطوم، والتي تعكس صورة أولية لحركة الانتقال في المدينة، وتوقعات بحدوث انخفاض تدريجي في الأسعار مع تزايد عدد الركاب وعودة الحياة إلى طبيعتها نسبيًا.
تعرفة المواصلات الجديدة داخل الخرطوم (بالجنيه السوداني):
الشجرة ⬅️ الكلاكلة: 2000 جنيه
الكلاكلة ⬅️ الشقيلاب: 1500 جنيه
الكلاكلة ⬅️ الميناء البري ⬅️ الصحافات – السوق المركزي: 3000 جنيه
أم درمان ⬅️ الكلاكلة (الهايس): 7000 جنيه
أم درمان ⬅️ الكلاكلة (الحافلات): 5000 جنيه
ارتفاع متفاوت في بعض الخطوط
رغم أن بعض الخطوط شهدت استقرارًا نسبيًا في الأسعار، إلا أن خطوط الربط بين مدن العاصمة الثلاث لا تزال تعاني من ارتفاع نسبي في التعرفة، خصوصًا عند استخدام مركبات الهايس، والتي توفر خدمة أسرع ولكن بأسعار أعلى، مثل خط أم درمان – الكلاكلة.
وتُعزى هذه الفروقات السعرية إلى عوامل متعددة أبرزها ارتفاع أسعار الوقود وصعوبة تأمين الطرق أمنيًا، إلى جانب نقص المركبات في بعض الخطوط الحيوية، إذ لا تزال بعض محطات الوقود والمواقف المركزية غير عاملة بكامل طاقتها.
عودة تدريجية للسكان… وانعكاسات اقتصادية
بحسب إفادات عدد من سائقي المركبات العامة، فإن عودة السكان تدريجيًا إلى منازلهم في الخرطوم ساهمت في تنشيط الحركة داخل الأحياء، ومن المتوقع أن تنخفض أسعار المواصلات تدريجيًا مع زيادة العرض، وعودة المركبات الخاصة إلى العمل بعد فترات من التوقف.
ويُتوقع أن تؤدي هذه العودة أيضًا إلى إنعاش الأسواق المحلية، ما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد اليومي للمدينة، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على التنقل اليومي للعمل والتعليم والخدمات.
تحديات أمام تنظيم قطاع النقل
ورغم هذا التحسن النسبي، إلا أن قطاع النقل في الخرطوم لا يزال يواجه تحديات كبيرة، منها غياب النظام الموحد للتعرفة، وغياب الرقابة، وضعف البنية التحتية للمواقف والطرق، إضافة إلى استمرار بعض الممارسات العشوائية من قبل أصحاب المركبات في فرض أسعار غير رسمية.
ويطالب المواطنون بضرورة تدخل السلطات المحلية وتنظيم قطاع المواصلات، خاصة في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه المواطن، حيث تشكّل تكلفة المواصلات عبئًا يوميًا كبيرًا، خصوصًا للطلاب والعمال والموظفين.
مطالب بتوفير البدائل الاقتصادية
وفي ظل هذه الظروف، تتصاعد المطالبات بإعادة تفعيل وسائل نقل أكثر اقتصادية مثل البصات الحكومية، وتوفير دعم جزئي للمركبات التي تنقل المواطنين لمسافات طويلة، إلى جانب إعادة تأهيل الجسور والطرق الرئيسية التي تضررت بسبب الحرب.
كما دعا بعض الخبراء إلى إطلاق منصة إلكترونية أو تطبيق لتحديد تعرفة المواصلات الرسمية في الخرطوم، على غرار المدن العالمية، مما يسهل على المواطنين معرفة الأسعار الحقيقية وتجنّب الاستغلال، خاصة مع اتساع نطاق التنقل بين أطراف العاصمة الثلاث.
ختامًا:
في الوقت الذي تتنفس فيه الخرطوم ببطءٍ من رماد الحرب، تبدأ تفاصيل الحياة اليومية في رسم ملامح الاستقرار، والمواصلات ليست استثناءً. وبين خطوط ترتفع وتنخفض، وآمال في تخفيف العبء على كاهل المواطن، تبقى تعرفة النقل اليومي مؤشرًا مهمًا لمستوى التعافي والخدمات في واحدة من أكثر العواصم تأثرًا بالأزمات في القارة.