
ضربة في التوقيت الحرج.. إصابة عبد الرحيم دقلو بقصف جوي بين نيالا والفاشر
أكدت مصادر ميدانية وإعلامية متطابقة، مساء اليوم، أن عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني في قوات الدعم السريع، أصيب بجروح بالغة جراء قصف جوي نفذته القوات الجوية السودانية استهدف موقعًا يُعتقد أنه كان يضم اجتماعًا مهمًا لقيادات الدعم السريع بين مدينتي نيالا والفاشر.
ضربة في التوقيت الحرج.. إصابة عبد الرحيم دقلو بقصف جوي بين نيالا والفاشر
وبحسب المعلومات التي أوردها موقع “الزاوية نت”، فإن الغارة الجوية جاءت بعد عملية رصد استخباري دقيق، حيث كانت هناك تحركات مكثفة لعناصر وقيادات من قوات الدعم السريع في المنطقة، والتي تُعد واحدة من أبرز المسارات الحيوية التي تستخدمها القوات في التنقل بين جنوب ووسط دارفور.
تفاصيل أولية عن الإصابة
تشير التسريبات الأولية إلى أن عبد الرحيم دقلو أُصيب بشظايا في مناطق مختلفة من جسده، وقد تم نقله إلى موقع غير معلوم لتلقي العلاج تحت حراسة مشددة. ولم تُعرف بعد طبيعة الإصابة بالتحديد، إلا أن بعض المصادر أفادت بأنها إصابة خطيرة لكنها غير قاتلة.
ويُعتبر عبد الرحيم دقلو، الشقيق الأصغر لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من أبرز الشخصيات القيادية في الجهاز العسكري للدعم السريع، وكان يقود عددًا من المحاور القتالية في إقليم دارفور منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
صمت رسمي من الطرفين
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر قوات الدعم السريع أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي خبر إصابة عبد الرحيم دقلو. كما لم تُصدر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية توضيحًا مباشرًا بشأن العملية الجوية، رغم أن مصادر عسكرية ذكرت في وقت سابق أن سلاح الجو كثّف من ضرباته الدقيقة ضد أهداف استراتيجية لقوات الدعم السريع في مناطق مختلفة من دارفور.
ويرى مراقبون أن تأخر التصريحات الرسمية قد يعود إلى حساسية الموقف وضرورة التأكد من تبعات الهجوم، خاصة إذا ما ترتب عليه تغير في هيكل القيادة الميدانية للدعم السريع، أو إذا ما أدى إلى إرباك في صفوف المقاتلين التابعين له.
خلفيات التصعيد في دارفور
تأتي هذه الضربة الجوية في وقت تشهد فيه مناطق وسط وشمال دارفور تصعيدًا ميدانيًا ملحوظًا، حيث تسعى القوات المسلحة السودانية إلى تحقيق اختراق استراتيجي في المحاور التي تسيطر عليها الدعم السريع، لا سيما بعد التقدم الأخير الذي أحرزته القوات الحكومية في بعض مناطق شمال كردفان وغرب دارفور.
ويؤكد محللون عسكريون أن استهداف اجتماع لقيادات الدعم السريع، خاصة إذا كان يضم شخصيات رفيعة، يعكس تحولًا في التكتيك العسكري للجيش السوداني، بالاعتماد على ضربات نوعية ذات طابع استخباراتي بدلاً من المواجهات الواسعة.
تداعيات محتملة على الأرض
من المرجّح أن تُحدث إصابة عبد الرحيم دقلو تأثيرًا نفسيًا ومعنويًا كبيرًا داخل صفوف الدعم السريع، لا سيما في ظل الحديث عن خلافات داخلية بشأن إدارة العمليات الميدانية وتوزيع الموارد، والتي ظهرت بوادرها خلال الأشهر الماضية بين بعض القيادات العسكرية والقبلية المنضوية تحت لواء الدعم السريع.
كما يُتوقع أن تزيد هذه التطورات من تعقيد المشهد الأمني في إقليم دارفور، الذي يشهد أزمة إنسانية متفاقمة ونزوحًا واسعًا نتيجة القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط مناشدات من منظمات إغاثية بضرورة فتح ممرات آمنة للمدنيين.
في ظل غياب تأكيد رسمي حتى الآن، تبقى المعلومات حول إصابة عبد الرحيم دقلو خاضعة للمتابعة الدقيقة، فيما يُنتظر أن تُصدر الجهات المعنية تصريحات تفصيلية خلال الساعات القادمة، قد ترسم معالم مرحلة جديدة من الصراع المسلح في السودان، وتُحدد طبيعة ميزان القوى في إقليم دارفور المضطرب.