
كنز داخل الصخور.. اكتشاف ذهبي يغيّر حياة منقّبين سودانيين
الخرطوم – سودان كور
في واقعة نادرة ومثيرة، عثر عدد من المنقبين التقليديين عن الذهب في السودان على كتلة صخرية ضخمة تحتوي على ذهب خالص، وذلك أثناء عملهم في أحد المناجم الواقعة شمال البلاد.
وشهد موقع الاكتشاف حالة من الذهول والفرح العارم، حيث انتشرت صور ومقاطع فيديو توثق لحظة إخراج الصخرة من باطن الأرض وسط صيحات الاحتفال والتكبير، في مشهد يجسّد الأمل وسط ظروف معيشية واقتصادية قاسية يمر بها السودانيون.
لحظة غيّرت كل شيء
ووفقًا لشهود عيان من العاملين في الموقع، فإن الكتلة المكتشفة كانت مغطاة بطبقة رملية خفيفة، وعند الحفر ظهرت عروق ذهبية واضحة تلمع تحت ضوء الشمس.
وقدّر مختصون أن نسبة نقاء الذهب في الكتلة عالية جدًا، ما يجعل قيمتها كبيرة في السوق، خاصة مع ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وتقلّب الأسواق المحلية.
التعدين الأهلي.. مخاطرة تؤتي ثمارها أحيانًا
يُعتبر التعدين التقليدي أو الأهلي مصدر رزق رئيسي لآلاف السودانيين، خصوصًا في ولايات نهر النيل والشمالية وشمال كردفان. ويقوم الأهالي بالحفر باستخدام أدوات بسيطة في مناطق يُعتقد أنها غنية بالذهب، وقد شهدت السنوات الأخيرة عدّة اكتشافات مشابهة، إلا أن هذه الحادثة تُعد من الأندر من حيث حجم الكتلة المكتشفة ونسبة النقاء العالية للذهب فيها.
في ظل الحرب.. الذهب يلمع كأمل
يأتي هذا الاكتشاف في وقت يعيش فيه السودان أزمة اقتصادية حادة بسبب الحرب الدائرة منذ منتصف عام 2023، والتي تسببت في انهيار الخدمات الأساسية وتراجع النشاط الاقتصادي الرسمي.
وأصبح الذهب وسيلة النجاة الأولى للعديد من المواطنين، إذ تعتمد عليه بعض الأسر بشكل كامل لتأمين احتياجاتها اليومية، بينما يُهرب جزء كبير من الإنتاج عبر الحدود بسبب ضعف الرقابة الحكومية وغياب أسواق مركزية منظمة في مناطق الإنتاج.
دعوات للاستفادة من الثروة المعدنية
عقب انتشار الخبر، دعا خبراء اقتصاديون ومختصون في قطاع التعدين إلى ضرورة إدماج المعدنين التقليديين في الاقتصاد الرسمي عبر شركات تعاونية ونقاط شراء رسمية، تضمن الشفافية وتمنع التهريب، وتُسهم في رفد خزينة الدولة بالعملات الصعبة.
وأشاروا إلى أن الذهب يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تعافي الاقتصاد السوداني، إذا ما تم تنظيمه، ودعمه بالبنية التحتية والمعامل والتحليل الجيولوجي، إلى جانب توفير الحماية للمنقّبين.
قصة أمل في زمن العتمة
ويرى مراقبون أن قصة هؤلاء المنقبين تُشكّل رسالة أمل في زمن الحرب والضيق، وتُبرز ما تختزنه الأرض السودانية من ثروات طبيعية ضخمة، يمكن أن تكون أساسًا لتحقيق تنمية حقيقية إذا ما استُثمرت بشكل عادل ومنظم.