خطر صامت يهدد جيلاً كاملاً في السودان.. التطعيمات تتوقف!
الخرطوم – سودان كور
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن تعطّل واسع في برامج التطعيمات الروتينية للأطفال في السودان، نتيجة الحرب المستمرة التي دخلت عامها الثاني، مما يعرض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها بسهولة.
وقالت “يونيسف” في بيان رسمي إن ملايين الأطفال المحاصرين في مناطق الصراع لا يزالون غير ملقحين أو تلقوا جرعات غير مكتملة، وهو ما ينذر بكارثة صحية مستقبلية قد تضرب البلاد، وتُهدد أرواح الآلاف في غياب تدخل عاجل.
من 9 إلى 5.. انهيار مقلق
وأوضحت المنظمة أن نسبة تغطية التطعيمات الأساسية في السودان انخفضت بشكل مخيف، إذ كانت تصل إلى 90% قبل اندلاع الحرب، بينما تشير التقديرات الحالية إلى أن فقط 5 من كل 10 أطفال يحصلون على الجرعات اللازمة من اللقاحات.
وأضافت “يونيسف” أن استمرار النزاع المسلح تسبب في تدمير مراكز الرعاية الصحية، وانقطاع سلاسل التبريد، وتعذر الوصول إلى بعض المناطق الخطرة، ما أدى إلى توقف برامج التحصين الوطني في عدة ولايات، خصوصًا دارفور، الخرطوم، كردفان، والجزيرة.
أمراض يمكن أن تعود
وأشارت المنظمة إلى أن تعطل حملات التحصين يعرض السودان لخطر تفشي أمراض قاتلة مثل شلل الأطفال، والحصبة، والسعال الديكي، والدفتيريا. وقد سُجِّلت بالفعل حالات مشتبه بها في بعض المناطق النائية، وسط ضعف في أنظمة الرصد والإبلاغ.
ودعت “يونيسف” إلى إعادة إطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق تستهدف الأطفال دون سن الخامسة، وتوفير الممرات الآمنة للوصول إلى المجتمعات المتأثرة، إلى جانب دعم نظام الرعاية الصحية الأولية الذي انهار في أجزاء كبيرة من البلاد.
دعوة للمجتمع الدولي
طالبت المنظمة الدولية المجتمع الدولي بتوفير تمويل عاجل لإنقاذ حياة الأطفال في السودان، محذرة من أن التباطؤ في الاستجابة سيُكلّف البلاد جيلًا كاملًا من الأطفال المعرضين لأمراض يمكن الوقاية منها بلقاح بسيط.
وقالت في ختام بيانها:
“الأطفال لا يصنعون الحروب، لكنهم أكثر من يدفع الثمن. يجب أن لا يُحرم أي طفل من التطعيم بسبب النزاع.”
الوضع الصحي في السودان.. انهيار متسارع
ويُضاف هذا التدهور في التحصين إلى الأزمة الإنسانية المتصاعدة في السودان، حيث يعاني القطاع الصحي من شبه شلل تام، بعد تدمير أو توقف أكثر من 70% من المرافق الصحية، وفق تقارير أممية.
ويُقدر أن نحو 14 مليون طفل سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينهم ملايين معرضون لسوء التغذية، وانعدام الرعاية الصحية، والتشرد، نتيجة الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.