خدعة العودة.. مأساة مئات السودانيين ضحايا وعود كاذبه
الخرطوم – سودان كور
في حادثة أثارت غضبًا واسعًا، تعرّض مئات العائدين السودانيين من مصر، بينهم أطفال وكبار في السن، لعملية احتيال واسعة نفذها أحد المواطنين السودانيين الذي وعدهم بتأمين سكن وخدمات عقب عودتهم من المعابر الحدودية، قبل أن يختفي بشكل مفاجئ، ويتركهم يواجهون ظروفًا مأساوية في الشوارع دون مأوى أو مساعدات.
ووفق شهادات عدد من المتضررين، فقد استغل الشخص المحتال حالة الفوضى المصاحبة لعمليات العودة من مصر، وتواصل مع مجموعات من العائلات العائدة عبر معبر أرقين وأشكيت، مدعيًا أن لديه علاقات بمنظمات إغاثية توفر الإقامة والدعم في مدن مثل وادي حلفا وبورتسودان، وطلب منهم مبالغ مالية مقابل ترتيب النقل والسكن.
مئات الضحايا بلا مأوى
وبحسب مصادر مطلعة، فإن أكثر من 300 شخص وقعوا ضحية لهذه العملية، منهم أسر كاملة تضم أطفالًا ومرضى وكبارًا في السن، تم تجميعهم داخل ساحات فارغة ومواقع مؤقتة، قبل أن يُفاجأوا بأن الشخص الذي وعدهم بالمساعدة أغلق هاتفه واختفى عن الأنظار تمامًا.
وقال أحد الضحايا في حديث لـ”الأحداث نيوز”:
“كنا نظن أننا وصلنا إلى بر الأمان، لكن ما حدث كان كابوسًا. تركنا كل شيء خلفنا في مصر، ولم نكن نعلم أننا سنُترك بلا سقف يأوينا.”
غياب الرقابة وفوضى العودة
وتأتي هذه الحادثة لتسلّط الضوء على غياب أي آلية رسمية منظمة لاستقبال العائدين من الخارج، خصوصًا من مصر، حيث يضطر آلاف السودانيين للعودة بعد نفاد مدخراتهم أو تعرّضهم لضغوط معيشية.
ويفتقر الكثير منهم إلى معلومات دقيقة أو جهات موثوقة للعودة الآمنة، مما يفتح المجال أمام ضعاف النفوس لتنفيذ عمليات خداع ممنهجة.
دعوات للتحقيق والتدخل العاجل
وطالب ناشطون ومنظمات حقوقية السلطات السودانية بـ فتح تحقيق رسمي في الواقعة، وتحديد هوية الجاني ومحاسبته، مع توفير خطة طوارئ إنسانية لاستيعاب العائدين من دول الجوار، خاصة أن الغالبية منهم يعودون لأوضاع أكثر سوءًا مما تركوه خلفهم.
كما دعت منظمات إنسانية إلى إنشاء مراكز استقبال مؤقتة بإشراف حكومي ومنظمات دولية، تشمل سكنًا مؤقتًا، رعاية صحية، وتوثيق بيانات العائدين لضمان وصول الدعم إليهم، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.
العودة من مصر.. أزمة جديدة داخل الأزمة
تشير تقديرات المنظمات الأممية إلى أن نحو 500 ألف سوداني دخلوا مصر هربًا من الحرب منذ أبريل 2023، ويواجه كثيرون منهم صعوبات معيشية، وقيودًا قانونية، ما يدفعهم إلى العودة رغم استمرار النزاع داخل السودان.
وتشهد المعابر الحدودية حركة مستمرة لعائلات عائدة، غالبيتها من الفئات الأكثر ضعفًا، دون أي ترتيبات حكومية تضمن استقبالهم أو إعادة دمجهم.