
شمال كردفان تنزف.. أزمة إنسانية خانقة وانتهاكات غير مسبوقة في القرى والبلدات
في ظل تصاعد حدة الصراع المسلح في السودان، تشهد ولاية شمال كردفان هذه الأيام واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي تمر بها البلاد منذ اندلاع الحرب، في وقت تستمر فيه مليشيات ال دقلو ومرتزقتهم بارتكاب انتهاكات واسعة وموثقة ضد المدنيين الأبرياء.
فمنذ أسابيع، بدأت قوات الدعم السريع والمرتزقة المتحالفين معها حملة عسكرية شرسة على مناطق مختلفة من شمال كردفان، أدت إلى نزوح الآلاف من المدنيين نحو مدن مثل الأبيض، كجمر، سودري، وحتّى النيل الأبيض. ووصلت أعداد من الفارين إلى مدينة أم درمان هربًا من جحيم العنف وانعدام الأمان.
▪️قرى منكوبة وانتهاكات مروعة
بحسب ما تم رصده ميدانيًا من نشطاء محليين وتقارير وشهود عيان، فقد تعرضت قرى شمال شرق الأبيض وجنوب الأبيض ومنطقة كازقيل، إلى عمليات نهب واسعة للمحال التجارية والمنازل، وتعذيب ممنهج لبعض المدنيين، بجانب اعتقال عدد كبير منهم.
الأخطر من ذلك – وفق التقارير – أن بعض الحالات ترقى إلى تصفية جسدية و”مجازر مكتملة الأركان”، طالت مواطنين عزّل، في خرق صريح وفاضح للقانون الإنساني الدولي.
▪️احتجاز ومنع للفرار
ما يزيد من تفاقم الوضع هو ما تم توثيقه من احتجاز بعض الأسر والنساء والأطفال داخل قرى ومحليات بارا، سودري، جبرة الشيخ، أم قرفة وغيرها، مع منعهم من الوصول إلى المناطق الآمنة داخل كردفان الكبرى، وسط أوضاع إنسانية بالغة السوء.
ففي ظل انقطاع الطرق، وغياب المساعدات، تنتشر الأمراض المعدية مثل الكوليرا بسرعة كبيرة، إضافة إلى انعدام المياه الصالحة للشرب والدواء والوقود والغذاء، مما ينذر بكارثة إنسانية شاملة.
▪️قائمة القرى المتضررة (جزء من الرصد الأولي):
شمال شرق الأبيض وجنوب الأبيض: كازقيل، بارا، سودري، جبرة الشيخ، أم قرفة، الحقونا، لمينا، أم قلجي، السدر، التقور، فشودا، صالحة، الدريس، أم عشرة، الدكنوج، دريسو، السنط، أم عشيرة، البيضاء، الناله، أم جمينا، جفلت، الصفوة، الخرطة، أم حرازات، المقنص، جريجخ، المزروب، رهيد النوبة، أم سيالة.
مناطق غرب كازقيل وضواحيها: نزيهة، قرى موسى، الداخلة، الرقيبة، أم تكينة، أولاد حميد، حلة كرنو، العيساوية، مؤمن، الطليح، العتمور، كريمة، مقولب، الأنصار، فضلّية، أم هجيليجة، الغبشان، زندية، اللعوتة، الرمتة، أم عليقة، حاج حامد، حمد، ود أحمد، سنين، سليمة، حبوس، حماقة، عبد الرازق، زغاوة، أبو حديد، الحجاب، العنبج، حمرة الوز، كبش نور، أبو هشيم، بريرة، شوشاي، علوبة، أم صنقور.
▪️كارثة إنسانية وشيكة
الوضع في شمال كردفان بات أقرب إلى كارثة إنسانية حقيقية، حيث تزداد الأعداد الفارة من بطش المليشيات، بينما تغيب الاستجابة العاجلة من الجهات الإنسانية والدولية، ويعم الصمت الإعلامي عن هذه الانتهاكات المروعة.
مناشدات عديدة وجهها المواطنون وناشطو المجتمع المدني إلى المنظمات الحقوقية، ووسائل الإعلام المحلية والدولية، لتوثيق هذه الجرائم، وتقديم الجناة إلى العدالة، والضغط لفتح ممرات إنسانية آمنة.
▪️#كردفان_الغرة تنادي
في وقت يتردد فيه صدى نداءات الاستغاثة، يظل أمل الأهالي معقودًا على أن تصل هذه المآسي إلى أروقة المنظمات الدولية والمنصات الإعلامية، قبل أن تتحول مناطق شمال كردفان إلى بقعة منسية من خريطة الإنسانية.
المصدر : وكالات